0
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أغلى من الذهب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبدالله غريب
المشرف
المشرف



المساهمات : 18
تاريخ التسجيل : 23/03/2008

أغلى من الذهب Empty
مُساهمةموضوع: أغلى من الذهب   أغلى من الذهب I_icon_minitimeالسبت مارس 29, 2008 6:22 pm

أغلى من الذهب


قال الكميل بن زياد :

أخذ عليٌّ بنُ أبي طالبٍ رضي الله عنه بيدي ، فأخرجني إلى ناحية الجَبّانِ فلما أصحَرنا ؛ جلس ثم تنفس ، ثم قال :

" يا كميلُ بنَ زيادٍ ! ، القلوبُ أوعيةٌ فخيرُها أوعاها ، إحفظ ما أقول لك :

الناسُ ثلاثةٌ :

- فعالمٌ ربانيٌ
- ومتعلِّمٌ على سبيلِ نجاةٍ
- وهمجٌ رَعاعٌ أتباعُ كلِ ناعقٍ يميلون معَ كلِ ريحٍ ، لم يستضيئوا بنورِ العلمِ ولم يلجؤوا إلى ركنٍ وثيقٍ .

العلمُ خيرٌ من المالِ : العلمُ يحرسُك وأنت تحرسُ المالَ ، العلمُ يزكو على العملِ والمالُ تَنقُصُهُ النفقة ، ومحبةُ العالمِ دينٌ يُدانُ بها ، العلمُ يُكسِبُ العالِمَ الطاعةَ في حياتِهِ وجميلَ الأُحدوثَةِ بعد موته ، وصنيعةُ المالِ تزولُ بزواله .


مات خُزَّانُ الأموالِ وهم أحياء ، و العلماءُ باقون ما بقي الدهرُ ، أعيانُهم مفقودةٌ وأمثالُهم في القلوب موجودةٌ .

هاه ؛ إن هاهنا - وأشار بيده إلى صدره - علماً لو أصَبتُ له حمَلةً،
بلى أصبتُهُ لَقِناً غيرَ مأمونٍ ، يستعملُ آلةَ الدِّينِ للدُّنيا يستظهرُ بحُجَجِ الله على كتابِه وبنعمِهِ على عباده .

أو مُنقاداً لأهلِ الحق لا بصيرةَ له في إحيائِهِ ، ينقدِحُ الشكُ في قلبه بأولِ عارضٍ من شُبهةٍ ، لا ذا ولا ذاك ، لا يدري أين الحق ؟ إن قال ؛ أخطأ ؛ و إن أخطأ ؛ لم يَدرِ ، مشغوف بما لا يُدرى حقيقته ، فهو فتنةٌ لمن افتُتن به ، وإنَّ من الخير كلِّه من عرَّفهُ الله دينه ، و كفى بالمرء جهلاً أن لا يعرف دينه .

أو منهوماً باللذاتِ سَلِسَ القِيادةِ للشهوات .

أو مُغرىً بجمعِ الأموالِ والادّخارِ وليس من دُعاة الدين ، أقربُ شَبَهاً بهما الأنعامُ السائمةُ .

كذلك يموت العلمُ بموت حامليه .

اللهم بلى ؛ لا تخلو الأرضُ من قائمٍ لله بحجةٍ ، لِئلا تَبطُلُ حُجَجُ اللهِ وبَيّناتُهُ ،

أولئك هم الأقلون عدداً ، الأعظمون عند الله قدراً ، بهم يدفعُ اللهُ عن حُجَجِهِ حتى يُؤَدّوها إلى نُظَرائهم ، ويزرعوها في قلوبِ أشباهِهم .

هجمَ بهمُ العلمُ على حقيقةِ الأمرِ ، فاستلانوا ما استوعرَ منه المُترَفون ، وأنِسوا بما استوحش منه الجاهلون ، صحبوا الدُّنيا بأبدانٍ أرواحُها مُعَلَّقةً بالمنظر الأعلى ، أولئك خلفاءُ الله في بلاده ودعاتُه إلى دينه .
هاه هاه ! شوقاً إلى رؤيتهم

وأستغفر الله لي ولك ، إذا شئتَ فقم " !!!


*******************************
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (1/79-80) و الخطيب البغدادي في الفقيه و المتفقه ( 1/49-50) و المزيّ في تهذيب الكمال ( ق 1150) و الذهبي في تذكرة الحفاظ ، وهو أثر مشهور عند أهل العلم .


وقد شرحه و علق على درره و استخرج نفائسه أعلام من السلف منهم :
الخطيب البغدادي في كتابه ( الفقيه و المتفقه ) .
ابن قيم الجوزية في كتابه : ( مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم و الإرادة )
ابن أبي العز الحنفي في كتابه : ( الإتّباع )



وفقكم ربي ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أغلى من الذهب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
0 :: القسم العام :: الساحة العامة-
انتقل الى: